لم تفلح الأسئلة الكثيرة التي طرحتها طيلة الأسبوع الماضي هيئة محكمة مونتغومري الأمريكية على لامونت بتلر في إقناع هذا الأخير بالتخلي عن معتقده الراسخ بأن أمريكا جزء لا يتجزأ من «الإمبراطورية المغربية» المترامية الأطراف.
فهذا الشاب الأمريكي (29 سنة) يعتقد جازما أن أجداده المغاربة حلوا بـ «العالم الجديد» فترة طويلة قبل تشكيل دولة أمريكا الحالية، وبالتالي فإن القارة الأمريكية بأكملها تظل جزءا من «الإمبراطورية المغربية».
وهذا الاعتقاد ليس وليد اليوم، بل يعود تاريخه إلى قرن من الزمن حيث وضع أسسه الأولى «نوبل درو علي» سنة 1913 في نيوارك، وبعد وفاته سنة 1929، تمت إقامة معبد في ضريحه يزوره العديد من الأتباع الذين يعتمرون طرابيش مغربية عليها نجمة خماسية. ويتعمد معتنقو هذا المذهب، الذين وصل عددهم في أحد الأوقات إلى 50 ألف شخص، قبل أن يتراجع حسب مصادر إخبارية أمريكية إلى ما لا يزيد عن ألفي شخص، إضافة كلمتي «باي» أو «ال» إلى أسمائهم لتأكيد انتمائهم.
وكان بتلر قد تفرغ منذ بضع سنوات لدراسة «تاريخ المغرب في أمريكا» واطلع على مجموعة من المؤلفات التي جعلته يتبنى هذا المعتقد، حيث قرر رفقة صديقته ساكيتا هولي (34 سنة) شهر يناير الماضي اقتحام منزل فخم تبلغ قيمته ستة ملايين دولار، وسبق أن احتضن إحدى حفلات جمع التبرعات لفائدة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون ونائبه ألغور.
وبرر بتلر، الذي كان يخاطب القاضي بثقة كبيرة في النفس ويضع أمامه علما مغربيا وآخر أمريكيا، عملية الاقتحام بأن أمريكا بأكملها ملك لأجداده المغاربة. وهو ما رد عليه القاضي الأمريكي تيرانس ماكغان بالقول: «وفق قوانينك، فإن كل منزل لك الحق فيه، وتملك أمريكا بأكملها، وتملك بحارها وكل ما تريده فيها. لكن المجتمع الحر والمنظم لا يسير بهذه الكيفية».
وقررت هيئة المحكمة حبس بتلر وصديقته وعرضهما على خبير نفسي قبل البت في القضية يوم 14 نونبر المقبل».
Source : http://www.bouyafarcity.com/?p=4512
إرسال تعليق